مبادئ قابلية الاستخدام في واجهات البرامج

كتبه أنس رمضان 28 أكتوبر 2013

قابلية الاستخدام ليست علماً مقتصراً على الويب والمواقع الالكترونية فقط، قابلية الاستخدام تدخل في كل شيء يتفاعل معه الانسان، هذا المقال يوفر نظرة معمقة على كيفية قياس قابلية استخدام التطبيقات ويوفر مصدر للإلهام والإطلاع على قابلية الاستخدام في مجال آخر يتشارك مع مجال الويب في الفئة المستهدفة والأسس والفلسفيات القائمة عليه؛ ذلك المجال هو صناعة التطبيقات البرمجية، فلكل تطبيق برمجي واجهة استخدام خاصة وربما تختلف عن واجهة استخدام نظام التشغيل الذي يعمل عليه.. هذا المقال يخوض في تلك النقطة ويعرضها من عدة محاور محاولاً مراعاة وقياس قابلية استخدام تلك التطبيقات البرمجية.

تخيل لو تم تغير رموز الشاخصات المرور ؟
تخيل لو تم تغير رموز الشاخصات المرور ؟

تخيل معي لو أن بلدية إحدى المدن، ولتكن طوكيو مثلاً، قررت إطلاق حملة تحديث وتجميل شاملة لأرجاء المدينة وشوارعها، وكان من ضمن تلك التحديثات تبديل رموز الشاخصات المرورية المعتادة -كموقف، ممنوع الدخول، مطب، تقاطع… الخ- برموز أخرى أكثر ألواناً وإشراقاً وجاذبية، ترى ما النتيجة؟!

أعتقد ببساطة أنها ستؤدي لارتفاع حوادث السير في المدينة!؛ فظهور رموز جديدة أمام عينيك كسائق (مستخدم) مخالفة للرموز التي تعلمتها في دورة تعلم القيادة وألفتها مع التجربة، لابد أن يؤدي هذا التغير لانخفاض مستوى قابلية قراءة تلك الرموز وفهمها بالنسبة لك، وبالتالي انخفاض مستوى كفاءتك كسائق (مستخدم) في استخدام (نظام التشغيل) المروري عموماً، أي بعبارة أخرى: انخفاض مستوى قابلية استخدام النظام المروري.

قابلية الاستخدام هي حالة من الألفة على مر الزمن

إذن، فقابلية الاستخدام هي خاصية في المنتَج ناتجة عن حالة الألفة الحاصلة لدى المستخدم تجاه المنتَج على مر الزمن، فالمنتَج القابل للاستخدام هو المنتَج الذي يمكنك استخدامه مستعيناً بخبرات سابقة تلقيتها و”تعلمتها” واختزنتها في أعماقك، دون الحاجة لتعلم شيء جديد، ثم يزداد استخدام ذلك المنتًج صعوبة كلما وجدت نفسك بحاجة لتعلم المزيد قبل أن تتمكن من استخدامه.

قياس قابلية استخدام المنتجات البرمجية

لقياس قابلية استخدام المنتجات البرمجية، يتعين عليك أولاً تحديد منتج برمجي معين سابق كمقياس لإختبار قابلية استخدام المنتج الجديد.

تعتبر ويندوز وأوفيس بمثابة القاعدة القياسية أو المنصة القياسية التي تقاس عليها قابلية استخدام البرمجيات الأخرى العاملة في بيئة ويندوز، وبالمثل في عالم لينكس يجب اعتماد توزيعة لينكس معينة كقاعدة قياسية أو منصة يتعين عليك كمستخدم لنظام لينكس تعلمها أولاً، قبل اختبار أي منتج برمجي آخر يعمل في تلك البيئة لمحاولة تقييم قابلية استخدامه.

الآن، لنفترض أنك اخترت نظام التشغيل ” لينكس Linux “كمعيار للقياس، ستلاحظ من وجهة نظرك كمستخدم أن واجهة استخدام هذه المنصة تنطوي على مجموعة من الايقونات، الالوان والاشكال التي تمثل (مكونات واجهة الاستخدام User Interface)، يمكننا تصنيفها إلى ثلاث فئات رئيسية:

واجهة اي نظام تشغيل ايقونات وكلمات تصفها ونوافذ
واجهة أي نظام تشغيل ايقونات وكلمات تصفها ونوافذ
  • مجموعة مصطلحات كالكلمات التي توضع فوق الايقونات أو التي تحتويها قوائم التطبيقات
  • مجموعة أيقونات كأيقونات الحفظ والنسخ والمحاذاة
  • مجموعة نوافذ ك(فتح/حفظ/حفظ باسم/اختيار خط/اختيار لون… الخ).

وبالمقابل:

  • كل منتج برمجي قد تكون له لائحته الخاصة من المصطلحات (تحديداً، تلك المصطلحات التي لم ترد ضمن لائحة مصطلحات المنصة -لينكس في هذا المثال-).
  • كل منتج برمجي قد تكون له لائحته الخاصة من الرموز (تحديداً، تلك الرموز التي لم ترد ضمن لائحة رموز المنصة).
  • كل منتج برمجي قد تكون له لائحته الخاصة من المكونات (تحديداً، تلك المكونات التي لم ترد ضمن لائحة مكونات المنصة).
كلما زاد اعتماد واجهة البرنامج على (مكونات واجهة الاستخدام)
كلما زاد اعتماد واجهة البرنامج على (مكونات واجهة الاستخدام) الخاصة بنظام التشغيل، كلما زادت قابلية استخدامه

المبدأ المقترح هنا لقياس قابلية استخدام ذلك المنتَج هو أنه كلما زاد اعتماد هذا المنتَج على (مكونات واجهة الاستخدام) الخاصة بالمنصة، كلما زادت قابلية استخدامه، وبالمقابل، كلما ابتكر مجموعة مكونات واجهة استخدام خاصة به، كلما تقلصت قابلية استخدامه.

ميزان قابلية الاستخدام، ايقونات نظام التشغيل مقابل ايقونات التطبيق الذي تصممه
ميزان قابلية الاستخدام، ايقونات نظام التشغيل مقابل ايقونات التطبيق الذي تصممه

بناء على هذه المعطيات، وسعياً لضمان أعلى درجات قابلية الاستخدام، يتعين على مطوري البرامج العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من تلك المكونات التي توفرها المنصة (المصطلحات + الرموز + مكونات واجهة الاستخدام)، حتى يتحقق ما نطلق عليه الاتساق الخارجي.

مؤشر حسابي لقياس قابلية استخدام لتطبيق ما

ولقياس قابلية استخدام واجهة البرنامج الذي نصممه حسابياً، يتعين تحديد طريقة معينة لحساب النقاط الايجابية والسلبية فيه:

  • النقاط  الإيجابية؛ تمثل العناصر ( الأيقونات – الكلمات – النوافذ) التي يتم اقتباسها من نظام التشغيل الذي يعمل عليه البرنامج:
    • عدد الرموز الموجودة في نظام التشغيل و عدد الرموز المستخدمة في واجهة البرنامج الذي نصممه.
    • عدد المصطلحات الموجودة في نظام التشغيل و عدد المصطلحات المستخدمة واجهة البرنامج الذي نصممه.
    • عدد استدعاءات مكونات واجهة الاستخدام التابعة للمنصة في المنتج البرمجي.
  • النقاط السلبية؛ وتمثل ما يتم إبتكاره من تصميمات عناصر جديدة ( الأيقونات – الكلمات – النوافذ)  في واجهة استخدام البرنامج مختلفة عن واجهة نظام التشغيل:
    • عدد الرموز الخاصة بالبرنامج.
    • عدد المصطلحات الخاصة بالبرنامج.
    • عدد المكونات الخاصة بالبرنامج.

مثال: بفرض أن لدينا البيانات التالية المتعلقة بواجهة برنامج:

1jdf5
مثال لحساب قابلية الاستخدام لواجهة ما

يمكنك حساب قابلية الاستخدام بالاستعانة بهذه المعادلة:

Usability = Reused Resources – New Resources

25 = ( 20 + 30 + 5 ) – ( 5 + 10 + 15 )

لاحظ أن قيمة قابلية الاستخدام هي عدد صحيح، وكلما كانت القيمة أكبر وفي الاتجاه الموجب، كلما كانت قابلية الاستخدام أفضل، وكلما كانت القيمة أصغر وفي الاتجاه السالب، كلما كانت قابلية الاستخدام أسوأ، هذه الطريقة هي أبسط الطرق لقياس قابلية استخدام واجهة البرنامج.

يجب التأكيد مرة اخرى على أهمية قابلية الاستخدام الخاصة بالبرامج، فهي عامل هام إن لم يكن محوري لنجاح أي تطبيق خصوصاً في ظل أنظمة التشغيل المتعددة التي تحتاج إلى اعادة تهيئة التطبيق ليناسب كل واحدة منها على حدة من ناحية قابلية الاستخدام.

عن كاتب المقال

أنس رمضان
مدون ومحلل نظم ومصمم ومطور لواجهات الاستخدام UI/UX، مجاز في الاقتصاد ونظم المعلومات الإدارية، مهتم بالبرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر، ومؤسس مشروع RichStyle.org. تويتر: @https://twitter.com/linuxfuture


كل مقالات الكاتب