لا أعتقد أنني أتذكر تحديدًا متى آخر مرة شاهدت فيها مقدمة فلاشية لموقع.. ربما كان هذا من سنتين أو ثلاث تقريباً، من وجهة نظري المقدمات الفلاشية أكثر مثال لرداءة واجهات الاستخدام للمواقع… لن أجد أي شئ مستفز أكثر من أن يجبرني موقع أن أضيع دقيقتين أو ثلاث في مشاهدة شئ ليس له أهمية أو فائدة تذكر سوى استعراض عضلات مصمم المقدمة الفلاشية وقدرته على استخدام أدوات برنامج الفلاش …
جميل جداً – وربما هذا يفيد – لو أنه تقدم لمسابقة تطلب مصممين فلاش أو أن يصمم إعلان مخصص للعرض على التلفاز… لا أن يضع مقدمة فلاشية مدة عرضها ٣ دقائق بينما أنا لن أقضي في الموقع سوى دقيقة واحدة.
أيضا المقدمة الفلاشية هي مثال لعصر انقضى من الويب كان مطورو ومصممو المواقع يضعون أي شيء وكل شئ ملفت و جميل من وجهة نظرهم دون أن يسألوا أنفسهم: ما السبب الذي يجعلني أضع مقدمة فلاشية يقضي المستخدم في مشاهدتها دقيقتين كاملتين أو ربما أكثر؟!!
المقدمات الفلاشية أعتبرها أيضًا مثالًا جيدًا لما يطلق عليه جاكوب نيلسون “سوء الفهم الكامل للوسائط المتعددة التي تشكل شبكة ويب”، فالكثير من محتويات المواقع الموجودة في عالمنا العربي ليست محتوىً ملائمًا وجاهزًا للعرض علي الويب، لأنه يغيب عنا مفهوم “استراتيجيات الكتابة للويب”… فما يصلح للعرض على التلفاز – و منها جاءت فكرة المقدمات الفلاشية – لا يصلح للعرض على الويب. السبب بسيط؛ لأن الوسيط مختلف والظروف المحيطة مختلفة.
اختفاء المقدمات الفلاشية تعتبر دليلًا على مقولة “مستخدم الانترنت أو الزائر هو المتحكم في كل شيء على الويب وهو الذي يحدد نجاح أو فشل أي موقع أو تقنية!!” فالمستخدم هو من أصدر الحكم بموت المقدمات الفلاشية من المواقع، أتعلم كيف ؟ ذلك عندما يقرر مغادرة المواقع التي تضع المقدمات الفلاشية أو أن يتجاوز المقدمة الفلاشية بالضغط على رابط “تجاوز المقدمة”.
لماذا لا تمثل المقدمات الفلاشية واجهة استخدام جيدة؟!
- لأنها لا تحتوي على العناصر الأساسية التي يجب أن تكون برئيسية الموقع (هدف الموقع ومهمته – أقسام الموقع – البحث – الوصول السريع للروابط الهامة بالموقع .. إلخ)
- ليست قابلة للوصول… لو أنني لا أمتلك Adobe Flash Player لن تعمل، وبالتالي سيموت الموقع بالنسبة لي، لن أستطع الوصول لصفحاته ولا خدماته.. إلا لو وضع الموقع رابط HTML تحت المقدمة الفلاشية لتجاوز المقدمة والدخول مباشرة للموقع.
- ليست كما يتوقعه الزائر… لو بحثت عن كلمة ما بجوجل ودخلت منها إلى الموقع .. لا أتوقع أبدًا أنني أنتظر دقائق لأصل لما أبحث عنه… هذا ضد قابلية الاستخدام تماماً.
كل هذا لا يعني أنني ضد تقنية الفلاش في الويب عموماً، لا، ولكنني أبحث هنا عن الفائدة منها… الفلاش من الممكن أن يستخدم ويدمج في الويب بطرق عديدة، يجب عليك فقط أن تحدد الهدف من استخدامها و أن تتأكد أنها فعلا تحقق هذا الهدف. بالطبع لا بد أن يُمكن هذا الهدف المستخدم من الوصول السهل والسريع للمحتوى الذي يريده ويقدمه الموقع.
التعليقات اترك تعليقك على المقال 7 تعليقات
تصدق فعلا العنصر ده اختفى يا احمد بشكل كبير ، مش بس للاسباب الخاصة بقابلية الاستخدام لا كمان لان فيه بدائل اقوى و اسهل و لها نفس المستوى من التفاعلية و الابهار و فى نفس الوقت لا تتعارض مع القابلية للاستخدام ، الHTML5 و CSS3 يستبدلان ليس فقط المقدمات الفلاشية بس ايضا الفلاش بشكل عام داخل الصفحات ، اعتقد انه قد بدأ العد التنازلى لاستخدام الفلاش بشكل عام فى الويب
فعلا دي حقيقة يا احمد ، التقنيات الجديدة مثل HTML 5 وغيرها والتي ظهرت بظهور الثورة الجديدة للويب والتي بدأت في مطلع عام ٢٠١٠ هي التي وضعت التقنيات التي كانت بلا هوية محددة في نصابها الصحيح … ليس فقط الفلاش 🙂
ذكّرتني بالذي مضى 🙂
اكره تلك المواقع التي تضع شيئا ليس منه فائده للزائر
فعلا مقدمة الفلاش اختفت تقريبا من المواقع، وهناك العديد من السلبيات الأخرى لم تذكر في المقال، منها ثقل حجمها، فهي تأخذ وقت طويل في التحميل بجانب وقت عرض الفلاشة نفسها.
وأيضا من الصعوبة أن تصل إليها محركات البحث، ويجب استغلال الصفحة الرئيسية لأي موقع في عرض أكبر قدر من المعلومات التي تتحدث عن الموقع وتكون أيضا سهلة القراءة بالنسبة لمواقع البحث المختلفة.
مقال مميز، وبالتوفيق.
نستطيع القول ان اختفاء الواجهات الفلاشية دليل على ان “العميل دائماً على حق”
وفي حالتنا العميل هو الزائر
البديل الامثل لمن يرغب بواجهه موقع مبهره استخدام برنامج adobe edge animate
حيث يتيح التصدير الى HTML وغيرها
كُل الشُكر لك
أستاذ أحمد لكن هل HTML5 تغني مصممي ومبرمجي الفلاش بشكل بحيث تكون قد وفرت لهم كل إمكانيات الفلاش؟
مجرد رئي شخصي فقط ولا يعبر ابدا عن الفلاش واستخدام واجهات الفلاش في المواقع، اعتقد انه يجب عليك ان تعيد النظر في الموضوع فأجمل واجهات المواقع الى اليوم لازالت مصممه بالفلاش فقط ابحث عن creative websites على محرك البحث قوقل حتى تشاهد بنفسك.