لا تصدق كل ما يقولة مصمم الموقع لك، قد لا يكون مدرك طبيعة الجمهور الذى يستهدفة الموقع، ربما تكون سرعات الانترنت لدى جمهور الموقع محدودة ولا تتحمل المساحات الكبيرة للصور والتأثيرات المختلفة، اهمال المصممين لبعض الجوانب الخاصة بقابلية الوصول للموقع ومحتواه هى التى جعلتهم يحملون لقب” مخربين الانترنت”.
المصممين حولوا واجهات المواقع من مصادر بسيطة للحصول علي المعلومات الى لوحات فنية معقدة يصعب الوصول فيها الي اى معلومة بسرعه وفاعلية.
ما الذي يحدث عندما تضغط على رابط لموقع علي الانترنت؟ الإجابة: يتم ارسال طلب من جهاز الكمبيوتر الي الخادم Server الذى حددة الرابط المطلوب ثم يقوم الخادم بالبحث في ملفاته عن الموقع بعد ذلك يرسلة الي المتصفح الخاص بجهاز الكمبيوتر ليتم عرضة علي الشاشة.
صفحات الويب فى البداية كانت صفحات بسيطة مكتوبة بلغة HTML مع بعض الوسوم والأكواد البسيطة التى تساعد المتصفح علي عرض محتوى الموقع بشكل جيد، وهذا يعنى ان المتصفح هو المتحكم في عرض صفحات الموقع لا المصمم!! ولا يوجد اي شئ يغضب مصممى المواقع اكثر من ان يكون شخص – العميل – او شئ – المتصفح – يحدد الشكل الذي سيظهر به اي تصميم يعملون علية. لذا سعى مصممى المواقع جاهدين للبحث عن تقنيات جديدة تساعدهم في عرض تصميم الموقع بالشكل الذي يريدونه بغض النظر عن اى شئ آخر. وبالفعل نجحوا في هذا وترتب عليه عدة عواقب ….
- اصبحت واجهات المواقع جذابة وفي بعض الحالات اكثر التزاماً بقابلية وسهولة الاستخدام ومراعاة مايريدة المستخدمين.
- اصبحت وسائط الميديا مثل الفيديو وعروض الصور SlideShow تظهر فى صدر الموقع بدلا من احتلالها الصفحات الداخلية كما كان في السابق.
- لم يعد المصممين مرتبطين بانواع خطوط معينة Fonts يجب ان يستخدومنها في التصميم لأنها هى المتاحة على كل الاجهزة بل اتاحت لهم لغة Css استخدام اى خط، بمعنى اخر لقد اضافو الخيال الي مواقع الانترنت، كل مايتخيلونة اصبح متاح وقابل للتنفيذ …
اصبحت المواقع تشبة الي حد كبير المجلات المطبوعة التي تجمع الاخبار والصور والمقالات من اماكن متفرقة لعرضها على صفحات المجلة، فبدلا من ان يكون محتوى الموقع في مكان واحد ثابت الا وهو سيرفر الموقع، اصبح محتوى المواقع من هنا وهناك، يذهب السيرفر ليجمع محتوى كل صفحة من مصادرها الخارجية، ثم يرسلهم للمتصفح لعرضها على الشاشة.
كل ماسبق رائع، لكن هناك عواقب سلبية ترتبت علي ذلك: بدأت المواقع تهمل جانب وقت التحميل والمساحة الكلية للصفحة، وفقا للإحصائيات المنشورة عن متوسط حجم صفحات مواقع الانترنت بين عامي ٢٠٠٣ وحتي ٢٠١١ فقد زاد متوسط حجم صفحات المواقع من ٩٣.٧ كيلوبايت الي ٦٧٩ كيلوبايت.
يمكنك معاينة ذلك بنفسك من خلال تنشيط ال Status Bar من قائمة View من المتصفح الذي تستخدمة – بعض المتصفحات الحديثة تحتاج الى تنصيب اضافة خاصة لإظهار هذا الشريط، هذا الشريط سوف يخبرك عن عدد العناصر التى يقوم بتحميلها المتصفح في الموقع المفتوح، ولقد اجريت ذلك علي بعض المواقع الكبيرة … دعونا نري النتائج:-
موقع BBC بنسخته العربية، حمل المتصفح اكثر من ١٠٦ عنصر(صور – فيديو – روابط … الخ ) في الصفحة الرئيسية فقط من الموقع.
متجر آبل Apple Store ، حمل المتصفح اكثر من ٧٨ عنصر في رئيسية المتجر.
سواء كنت ترى ان هذا شئ جيد ام لا، هذا يعتمد علي المكان الجغرافى الذي انت فيه وعلى سرعات الإنترنت التي تشترك بها وعلى الكلفة التى تدفعها مقابل كل كيلو بايت يتم تحميلة علي جهازك.
- شركات تصميم المواقع سال لعابها علي اناقة وروعة تصميم المواقع اياً كان الكلفة.
- كل ما تحملة علي جهازك من كيلوات لن تستفيد منها كلها، ربما تحمل موقع حجمة ٦٧٩ كيلوبايت في مقابل ٥ كيلوبايت هي ماتحتاجه فعلياً من معلومات داخل هذا الموقع، يالها من خسارة فاجعه!
- المصورون ادمنوا مواقع مشاركة الصور مثل Flickr و Picasa وعرضوا صورهم بجودة عالية ليتباهوا بأعمالهم الفنية، غير مكترثين بحجم هذة الوسائط.
وفي المقابل تبتهج الشركات المزودة لخدمات الإنترنت والسرعات العالية الجودة من اجل هذا الاقبال المتزايد على تحميل المواد والآلاف من الكيلوبايت لعرض المواقع على الاجهزة المختلفة ( موبايل – حاسوب – كمبيوتر لوحي … الخ ).
شخصياً لدي وجهة نظر مختلفة، انا احب تصميم مواقع البسيطة Minimalist، انا اقدر المحتوى عن الشكل الجمالى والفنى للموقع، افضل ان تكون المواقع تحت خط التصميم المقبول طالما انها لا تاخذ وقت في التحميل. على سبيل المثال الصفحة الرئيسية لهذا الموقع ربما يعلق اى مصمم على تصميم هذا الموقع قائلا انه لا يحتاج الا ان يلقي بالقمامة، علي الرغم من ذلك فهذ الموقع يحتوي علي محتويات مفيدة جداً و الأدهى من ذلك هذ الموقع هو الموقع الشخصي لبيتر نورفيج رئيس قسم الأبحاث في جوجل! يحتوى الموقع على العديد من الروابط الهامة لمقالات وابحاث، اضافة الى بعض المشاريع الخاصة ببيتر نفسة.
مثل هذة المواقع تذكر الواحد بأن الويب ليس فقط مكانا للتسوق اوللترفية ولكنة اكثر بيوت المعرفة ضخامة واكثر مراجع العالم محتوى اخترعها الانسان على الإطلاق.
فكر في الويب وكأنه مكتبة الاسكندرية في أوج عظمتها، تخيل ان شخصا من أعماق أعماق افريقيا يستطع الوصول لكل كتبها تماماً مثل شخص يعيش في اكبر مدن العالم للتقنيه والذي يمتلك سرعة انترنت تتجاوز ال ٥٠ ميجابايت في الثانية الواحدة!
هل ترى فعلا ان مصممي المواقع يخربون الإنترنت؟ ما رأيك؟
هذا المقال تم ترجمته بتصريف من صفحة جريدة الجارديان علي الفيس بوك لكاتبه جون ناختن مع اضافة امثلة من واقع الويب العربى بدلاً من الأمثلة الموجودة بالمقال الأصلى ، اضافة الي بعض الصور المأخوذة للتوضيح من تجربتى الشخصية فى التصفح .
التعليقات اترك تعليقك على المقال 8 تعليقات
مقال رائع بارك الله فيك
مفيد جداً ماذكرته من أمور نغفل عنها بل البعض لايعرفها اصلاً
شكرا لك استاذي
بعيدا عن هؤلاء الذين يكثرون من العناصر في تصاميمهم, ويهتمون بالجمال على حساب الخفة.. هناك من لا يدرك هذه أو تلك! تصميم سيء جدا, وثقيل أيضا! هنا المشكلة الحقيقية.
المشكله قد تاتي من ان التصميم لا يعمل على جميع المتصفحات
فما تراه جيدا على واحد تراه مقلوبا على اخر
عدى على ان الكثيرين ممن عندهم تحميل بطيء للانترنت وهم الاكثريه في الوطن العربي
لا يستفيدون من المواقع الكبيره والتي تحتاج في تحميلها الى سرعات عاليه
شكرا لكم اخي مقال مفيد جدا
بساطة التصميم جميلة جدا ، ولكن لديها حد وتصبح بعده قبيحه فموقع norvig انشئ سنة 1997 وبالطبع يذهب الي القمامة ، حتي بحوثه قديمة .. مثل موضوع “تعلم البرمجة في عشر سنوات” لا اعتقد انه يفلح في هذا العصر.
شركة ابل عرفت تبسيط التصميم دون الاخلال بجماله ، واي موقع دونه بتصميم قبيح .. لن يقرأه احد ، ببساطة.
بالنسبة لموضوع “تعلم البرمجة في عشر سنوات”
فلا أضن أنه كان يقصد ذلك بالمعني الحرفي
قرأت أول بضع فقرات, كان واضح أنه يقصد أنك لن تحترف البرمجة بل لن تسمي مبرمجاً مالم تأخذ وقتك في التعلم, وليس مثل تلك الكتب المعنونة بـ”تعلم البرمجة في 7 أيام” xD
تدويناتكم جميله وهامه ومميزة بالفعل .. الى الامام ومنكم نستفيد
نظرة ثاقبة، واعتقد بالاساس هو هدف الموقع ما يحدد
وفي وطننا العربي صاحب الموقع هو ما يحدد ^_^
التوسط في كل الامور ، يجب ان يراعي المصمم البساطة مع الوضوح في المحتوى مع قلة الحجم
اعتقد ان هذا هو التوجه الحالي بالتصميم ، اصبحنا كثيراً نسمع كلمة flat وتصميم بسيط
شكراً لك ، ننتظر جديدك