لكي تصمم شيئاً يسهل على الناس استخدامه يتطلب منك ذلك أن تفهم ما الذي يريد انجازه المستخدم من خلال التطبيق أوالموقع الذي تنتجه، تحتاج إلى أن تفهم كيف يستخدم الشخص المنتجات أو المواقع المماثلة، أنت أيضاً بحاجة إلى معرفة أهداف المستخدم والخطوات التي يتبعها وصولاً للهدف، النماذج العقلية Mental Models تعطيك فهماً عميقاً لدوافع الناس وعمليات التفكير اضافة إلى دوافعهم العاطفية والفلسفة التي يستخدمون بها المنتج، فهي الطريق الذي يجب أن تسلكه إذا ما كنت تهدف لتصميم منتج يسهل على الناس إستخدامه وفهمه.
ما هو النموذج العقلي Mental Model؟
تخيل أنك لم تر قط جهاز آيباد iPad ، ثم قمت بتسليم واحداً لك الآن، وقلت لك أنه يمكنك قراءة الكتب على هذا الآيباد، قبل أن تشغل جهاز آيباد، سيستحضر دماغك فوراً نموذج في رأسك لشكل الكتاب، وستضع افتراضات حول:-
- كيف سيبدو الكتاب على شاشة الآيباد
- وما هي الأشياء التي ستكون قادراً على القيام بها؟
- وكيف ستستخدم هذا الآيباد في قراءة وتصفح الكتاب؟ مثل تقليب الصفحات، أو بوضع إشارة مرجعية BookMark.
كل ماسبق هو “نموذج عقلي Mental Model” لكيفية قراءة كتاب على آيباد، حتى لو لم تكن قد استخدمت آيباد من قبل.
اما إذا كنت قد استخدمت جهاز آيباد، سيكون قد تكون لديك نموذج عقلي خاص بك من خبرتك في قراءة الكتب على الآيباد، ستكون بالطبع مختلفة عن
- النموذج العقلي للشخص الذي لم يمر بتجربة قراءة كتاب على آيباد.
- والنموذج العقلي للشخص الذي لا يعرف حتى ما هو الآيباد.
- كذلك سوف تكون مختلفة عن شخص لم يقرأ كتاباً إلكترونيا من قبل!
ولكن بمجرد الحصول على آيباد وقراءة بضعة كتب عليه، ستتكون لديك خبرة من تجربتك هذه وستبدأ في تكوين نموذج عقلي خاص بك للقراءة على الآيباد!
مفهوم النموذج العقلي Mental Model
من أكثر التعريفات شهرة للنموذج العقلي نشر عام 1986 بمقالة في مجلة سوزان كاري، “للعلوم المعرفية وتعليم العلوم”، الذي يقول:
“النموذج العقلي يمثل عملية تفكير الشخص لكيفية عمل شيء ما (أي، كيفية فهم الشخص للعالم المحيط)، تستند النماذج العقلية على حقائق غير مكتملة، والتجارب الماضية، والتصورات البديهية. أنها تعطي لسلوك الانسان شكلاً محدداً، كما تؤثر على قرارات الناس في كيفية حل المشكلات وفهمها”.
تعريف نيلسون جاكوب
نيلسون جاكوب يعرف النموذج العقلي Mental Model بأنه “ما يعتقده الانسان عما يشاهده كل يوم من أشياء -أو بعبارة اخرى كل ما يمثله العقل داخلك من العالم المحيط بك- إيجازاً هو تمثيل للواقع الخارجي بالعقل، كل ما تتعامل معه في حياتك اليومية يكون العقل له “نموذج” يمثله في الدماغ، فعندما تتعامل معه مرة أخرى ستتعامل معه -في الغالب- وفق النموذج العقلي وليس الواقع الحقيقي!
هناك عنصرين هامين في التعريف:-
-
يستند النموذج العقلي على الاعتقادات وليس الحقائق: الفرق بين الاعتقادات والحقائق واسع جداً، فما تعتقده قد يكون حقيقة وقد لا يكون، لكن على العكس الحقائق فهي ثابتة، كمصممين نأمل أن يرتبط تفكير المستخدمين إرتباطا وثيقاً بالواقع الحقيقي، وذلك بتقريب الواقع للنموذج العقلي للمستخدم! قدر الأمكان، وذلك بأن تتوقع توقعتهم … ثم تحققها!
-
لكل مستخدم نموذج عقلي خاص به: لكل مستخدم نموذج عقلي في الدماغ، قد يبني المستخدمون نماذج عقلية مختلفة لنفس واجهة الاستخدام، فواحدة من المعضلات التي تواجها قابلية الاستخدام هي الفجوة بين النماذج العقلية للمصممين والمستخدمين، لأن المصممين خبراتهم أكبر ويعرفون أكثر، يشكلون في أدمغتهم نماذج عقلية رائعة من إبداعاتهم لواجهات الاستخدام، مما يجعلهم يعتقدون أن كل ميزة وضعوها من السهل أن تفهم لأي مستخدم أخر، وهذا خطأ، فالنماذج العقلية للمستخدمين ان جاز التعبير “مازالت كالطفل الصغير الذي لم ينضج بعد” فهو لا يتعامل مع نفس العدد من المواقع والخبرات التي يمر بها المصمم، وبالتالي هو أكثر عرضة لإرتكاب الأخطاء.
أحد أكثر الأمثلة إيضاحاً لمفهوم النموذج العقلي، هو أن كلمة مثل “Yahoo” و “Bing” من أكثر الكلمات بحثاً على جوجل! لماذا؟، لماذا يبحث المستخدمون في جوجل عن موقع إذا كانوا يعرفون اسمه بالفعل؟ لماذا لم يكتب المستخدم www.bing.com في حقل URL بالمتصفح؟… السبب هو أن عدد من المستخدمين لم يسبق لهم أن شكلوا نموذجا عقلياً لكيفية “الكتابة في حقل URL بالمتصفح”.
كيف نستفيد من النموذج العقلي في تصميم واجهات الاستخدام
فهمك لمصطلح “النموذج العقلي” سيمكنك من الادراك سريعاً بمشاكل قابلية الاستخدام في التصميمات الخاصة بك، فعندما ترى الناس يخطئون بموقعك، سيكون السبب في الغالب هو “أن المستخدم قد شكل نموذجا عقلياً خاطئاً”.
قد يكون من الصعب تغيير واجهة الاستخدام خصوصاً في تطبيقات الويب التي يكثر صفحاتها وتفاصيلها، في هذه الحالة يمكنك أن تبدأ مساعدة المستخدمين لفهم النموذج العقلي الذي بنيت عليه واجهة الاستخدام التي صممتها، لكن يجب أن تتمتع بالمرونة الكافية لتدرك أيضاً أن هناك نقاط وتفاصيل لا يمكن تغيرها في أدمغة المستخدمين عندها يجب أن تتوقف وتجعل واجهة الاستخدام التي تصممها تنزل على رغبات “أدمغة المستخدمين” لا أن تنحاز لرغبات “دماغك” كمصمم.
“أظهرت الأبحاث أن تشكيل وتغير النماذج العقلية للمستخدمين تتعزز عندما يتم عرض المفاهيم والطرق الجديدة على المستخدم في شكل بصري ولفظي في آن واحد … ربما يكون الفيديو التقديمي الذي يوضع بصفحة الموقع الرئيسية أحد هذه الحلول”.
أفضل المصممين هو من :-
- يفهم النماذج العقلية للجمهور المستهدف (من خلال تحليل المهام التي سينفذها المستخدم علي الموقع، ومن خلال اجراء المقابلات مع المستخدمين الخ).
- يصمم الموقع ليناسب النموذج العقلي الجمهور.
- اما اذا كان سيصمم موقع يختلف كلياً في كيفية تنفيذ المستخدم للمهام عليه فهو يعرف جيداً كيف سيجعل المستخدم يتحول من النموذج العقلي القديم إلى الجديد.
التعليقات اترك تعليقك على المقال 5 تعليقات
مقال رائع و معلومات مفيدة تشكر عليها
مقال متميز مشاء الله وموقع موافق لنموذج العقلي 🙂 شكراً
مقالة ممتازة
اتوقع انك شخص تفهم عقلي ……. ولهذا اكون مرتاح معك ( في معمل الوان )
اذ ممكن توثيق كلامك والمراجع التي عدت لها للحصول على تلك المعلومات جزاك الله خير .